صحيفة الوطن الجزائري : يسين بوغازي ـ يوم الله النوفمبري العظيم 5/ جويلية /1962 يسين بوغازي ـ يوم الله النوفمبري العظيم 5/ جويلية /1962 ================================================================================ يسين بوغازي on 03:22 05.07.2018 يسين بوغازي امضي جنرال الغزو الإمبراطوري الفرنسي " بوربون " بحبره الإجرامي يوم الخامس جويلية 1830 قراره بمقتضى الانتهاء من " احتلال الايالة " بعدما سرق " كنز القصبة " وقتل الأياليين ،واحرق دورهم ، ودمر مساجدهم ،وبعد حصارا دام ثلاث سنوات مند مطالع 1827 إلى أواخر 1830 ، منع عنها الغداء والماء ، والتجارة والسفر،وأخضعها للقصف والإرهاب والتهديد ، قبل الغزو الجبان فعل ذاك الجنرال ما فعله ضد " الايالة " في ارتكاب إجرامي تاريخي غير مسبوق ، تاريخي مؤسس ، فلا يشوبه ادني شك في أن الفرنسيين الإمبراطوريين ، والفرنسيين الجمهوريين كلها سواء ، في ضغائن الأجرام والجرأة على ارتكابه سيما في الجزائر . فلا يغرنك ما تلوك ألسنتهم المتأخرة ؟ لقد ارتكب ذاك الجنرال الموبقات جميعها ، بوضوح مهاما مخولة له من طرف " شارل العاشر " الإمبراطور المجنون كما يسميه بعض المؤرخين الفرنسيين أنفسهم . ارتكب، بامتياز الارتكاب المنوط بالغزاة في جميع الأزمنة، امضي قراره، وغاب في التاريخ، والعقود والأزمنة فأورث عارا لا يفنى بما ارتكب ؟ تماما كما شاء القضاء الإلهي ، فتناوبت الأزمنة على الغزاة إلى أن طلع الجيل الغاضب ، النوفمبري الذي بدا كما الملائكة والقدسيين ، وإن هذا الوصف : قاله " أندري مارلو" أعظم المثقفين الفرنسيين المتأخرين ، قال " كان النوفمبريين ، من المناضلين في جبهة التحرير الوطني الجزائرية ، يرون في باريس كما الملائكة والقدسيين " لجدارة الفداء ، وصفاء السريرة الثورية ، ومبالغ التضحية الباهظة كانوا يرون كذلك ملائكة و قديسيين ، صدق : أندري مارلو " وكذب " الجنرال بوربون" المجرم . طلع الجيل النوفمبري الغاضب ، وأعلن قيامه ، إيديولوجيته ، فلسفته في الثورة ، أمانيه الوطنية ، طلع مسالما إلا على الغزاة ، منتقما ممن سلبوا الأرض والعرض ، استشهادي ضد الطغاة والظالمين ، طلع فأشعلها حربا في الجبال والشعاب والأودية ، حربا ضارية بمن لا يعرف لها من قبل سمي ؟ أشعلها بمن لا نعرف لها ربما هوية ، ولا يذكر لهم التاريخ اسما فقد اكلهم النسيان ، ممن سقطوا في الأودية المنسية ، وفى الشعاب الغارقة بين الجبال والهضبات ، سقطوا كرامة ودود على الاستقلال ولأجل عصافير الحرية المذبوحة في المعطفات ؟ فيما رفع رفاق لهم الأماني عاليا بجدارة الوفاء على القسم النوفمبري إلى يوم الله العظيم ، النوفمبري الذي طلع في الخامس من جويلية 1962. طلع القيام الاستقلالي الثوري ، فأكل الذكريات " البورمونية " و الأماني "البيجارية " والأحقاد " السوارسية " و خطط جميع الأقزام المجرمين الفرنسيين " لاكوست " و " لونوار " لاغارد " و غيرهم من القتلة الذي لا تنهى أسمائهم ممن افرغوا حقدهم الإجرامي نكاية في شعب لا يخضع ، مند مقاومة "الأمير عبد القادر " إلى صراخات الدخول الاستقلالي بحناجر المجاهدين الأوائل إلى العاصمة " الجزائر " عشية 1962. قد لا تهم الأسماء كثيرا في سرد ذكرى يوم الله العظيم ، قد لا تهم لأن الأسماء في قداسته ومعانيه التي لا تطال تصير لا شيء ، لان جراح من سرابيل أعوامه السبعة ما تزال إلى الآن تدمى عيون يتجول فيها دمع الحنين المؤلم ، عند الذكرى الأليمة ، وعند معانقة صور الرفاق من سكنوا الغياب . ما يهم انه " اليوم الاستقلالي " يوم الله النوفمبري ، الذي آخره سبعا من الجهد الثوري والتضحية ، ومن الصراخ الآخاد ، وفرح المجاهدين والشهداء ، جميع المجاهدين والشهداء ، وحسن أولئك رفيقا.