حمزة حداد - بن جلون .. خديم ثقافي مخلص لمقاربة المخزن

حمزة حداد
في مقالة طويلة عريضة للكاتب والروائي المغربي بن جلون أجزل فيها المديح لكمال داود وشجاعة كمال داود وذكاء وجمال لغته ...
الغريب في الأمر أن الروائي الفرنكو - مغربي الذي رفض منح صوته لرواية كمال داود في جائزة الغونكور الفرنسية كما سربت ذلك صحافة بلاده (في وقت سابق) بل وعاتبته على هذا السلوك الغير متضامن مع كاتب قادم من نفس الفضاء .. الفضاء المغاربي بل ذهبت أكثر من ذلك الى اتهامه بأنه لايود أن يشاركه هذا الإنجاز كاتب مغاربي أخر اليوم تحول الرجل - بقدرة قادر - إلى منبهر بكتابات كمال داود ولغته الذكية، الشجاعة...
ولأن بن جلون رجل لا يخفي ولائه للمخزن والقصر الملكي وسياسته فيمكن هنا استدعاء المخيال السردي الذي عادة ما يستخدمه الروائيين في تفسير بعض الظواهر لنفسر به هذه الحركة "البن جلونية" وتوقيتها حيث لايمكن فهمها الا ضمن مقاربة عامة للقصر الملكي بالمغرب دأبت على مد جسور التواصل واحتواء كل صوت ثقافي فني جزائري يظهر على الساحة المغاربية أو العربية أو المتوسطية ليوظف بعد ذلك بطريقة ناعمة في تمرير بعض رسائل المخزن السياسية.
خاصة فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية أو على الاقل ضمان عدم تناول هذه الأصوات للملف بنبرة تصادم وجهة نظر المخزن فعل ذلك مع المغنين من وردة الجزائرية إلى الشاب خالد الذي منحه الجنسية وسعاد ماسي التي تزوجت بمغربي إلى كثير من مغني الرأي ووووو ... انها سياسة الاحتواء والإغراء التي يحاول المخزن التأثير بها وبسط وجهة نظره في بعض الملفات التي وعلى رأسها ملف الصحراء الغربية خاصة وأن الأصوات الفنية و الثقافية اذا انخرطت في تبني قضية الصحراء الغربية ستفتح جبهة أخرى لا قبل للمخزن بتأثيرتها ولأن توقيت المقال جاء بعد ما أحدثته تصريحات مرشح الرئاسيات الفرنسية ايمانوال ماكرون حول تجريمه للاستعمار ووصفه بالجريمة ضد الانسانية كما أن كمال داود وجد نفسه منخرطا في نقاش حول تجريم الاستعمار الفرنسي عبر بلاطوهات الإعلام والميديا الفرنسي .. يبدو أن المخزن و مليشياته الثقافية تحسسوا خطورة إثارة مثل هذا النقاش واصابتهم فوبيا أن يمتد هذا التنديد لينال من جوهر وأصل الفكر الكولونيالي ..الاستعماري ويمتد أكثر ليشمل تجريم الاستعمار المغربي للصحراء الغربية .. فنفخوا في روع بن جلون لاستباق الامر وكتابة مثل هذا المقال و دعوة كمال داود وغيره من مثقفي دزاير لإنشاء اتحاد كتاب مغاربي من حنايا " باريس " .. ظاهره الاحتفاء بالكتابة والثقافة وباطنه التطبيع مع مقاربات المخزنالاستعمارية.
*الأمر لايعدو أن يكون هلوسة "سردية" ... فلا تاخذوه على محمل الجد
شوهد المقال 45593 مرة
التعليقات (2 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك