حكيمة صبايحي - عودة إلى خطاب الصفاء
بواسطة 2015-06-12 21:17:35

حكيمة صبايحي
عدتُ هذا الصباح إلى الكتابة،،، لا أعرف كم سيستمر الأمر معي،،، المهم، كم جميل الإقامة في قاع الحقيقة، فلا أرض للحقيقة إلا الكتابة، عندما يبلغ التزوير، درجة "اختزال بلد الشهداء" في شخصية منتهية الصلاحية و ما أدراك.
هذا مقطع من العودة إلى "الحكي":
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"
لم يكن للوقت إلا طعم الشوق. كان الشوق موجعا حد الرغبة في الموت. و على الرغم من الوجع، المتدفق من نبع سري هو الإقبال على الحياة و بقوة. كنتُ فقيرة جدا. لم أنس و قد ارتحتُ كثيرا منذ ذلك الوقت. و صار بالإمكان الآن إعادة النظر فيما حدث.
2002 ـ 2015 وقت طويل مرً، يكفي لتستوي الحكاية على المعنى، و لاستخلاص الإيقاع المر، الذي كنت أخفي، كأني أهرب ابن حرام، من عيون مجتمع تجعلك تشعر أنك ابن حرام، لفقرك فقط.
كنتُ أحلم ككل صبية فقيرة بالخلاص يأتي من رجل شهم، يؤشر عليه القلب فتصادق عليه االأيام، و كنتَ أنت "المصطفى" من كل رجال الأرض. أراك فترقص في دمي الأفراح، و أصير كغيمة في مهب التحليق، و إذا تحدثنا أصبحتُ حمامة كل الأجيال في درب العشاق، تتمسك بي الأضواء، و كل ما ألمس يصير "قصيدة" في رحاب الحقيقة، في تلك اللحظة، كان الجمال في حالة فيضان مني، كتفجر الحنان في قلب رجل، رزقه الله بالولد بعد عقدين من العقم و ما أدراك.
من يذهب بكامل وعيه إلى الموت؟ من يتحدى جبروت الخوف في ذاته، ليموت مع إنسان آخر؟ لا يفعل هذا إلا المجنون أو العاشق، و كنتُ لا أتخيل أن الموت ستجعلنا في عالمين مختلفين، هؤلاء الذين تسلحوا لسبب يخصهم، يقال أن النظام السياسي انقلب عليهم، لكن ما دخلي أنا بشؤونهم السياسية، حتى يجعلوا من وقتي، وقتا لا يصلح إلا للموت؟. لقد كنتُ أهرب من بيت خارج دائرة الخطر، لألتحق ببيت تتواجد فيه أنت، يقع في دائرة الخطر، لا أحد يعلم أنني لم أكن أقبل على الموت، لأنكم أغنياء و المسلحون يقصدون الأغنياء لاستنزافهم، لكن كنتُ أقصد الحياة، فأنت كنت ما تبقى يدل على أني حية."
حكيمة صبايحي/ بجاية: الأربعاء 10 جوان 2015
شوهد المقال 1393 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك