نجيب بن خيرة - الجامعة الجزائرية خارج التصنيف ...!!
بواسطة 2015-03-08 02:52:44

د.نجيب بن خيرة
عندما قرأت أن الجامعة الجزائرية غابت عن التصنيف العالمي للجامعات في القارات الخمس لعام 2015 أمضَّني الحزن ، وكاد يفلقني الألم ....، ومما يزيد في الحسرة أن وزارة التعليم العالي تسارع دوما إلى التشكيك في مصداقية التصنيف وتقول : إنه تقييم ربحي إيديولوجي سياسوي ....! ومهما يكن من قول في صدقية هذا التصنيف ونزاهته فإن واقع الجامعة الجزائرية ينبئ عن كوارث نراها ومخازي نسمع عنها ..!.
وقد تعجب عندما تعلم أن الجامعة في الجزائر أنشئت مع بداية القرن العشرين (1909)زمن الاحتلال ...يوم أن كانت أكثر البلاد المتقدمة في التصنيف كان أبناؤها يعانون الجهل والأمية و التخلف ، وتسكن شعوبها في الخيام وتركب على البعران ... !.
ها هم اليوم يتصدرون القافلة وتلمع أسماؤهم في الصدارة كأفضل جامعات في العالم من حيث الأداء الأكاديمي و البحث العلمي ، ويشتمل التصنيف على أربعة معايير : ( جودة التعليم ، ونوعية أعضاء التدريس ، ومخرجات البحث العلمي، وحجم الجامعة ) .
كيف تدخل جامعاتنا في التصنيف والحاكم بأمره في البلاد يكره كلمة ( دكتور ) !!وهو الذي لا يحمل إلا شهادة ميلاده ، أو شهادة التعليم الإبتدائي على أحسن تقدير ..!.
كيف تدخل جامعاتنا التصنيف ونحن نفتح في كل دشرة جامعة مما جعل الجامعات الكبرى في البلاد تتفتت ، ويرجع أساتذتها الكبار من حيث أتوا ..!ولم يعد لدينا جامعات كبرى وأخرى صغرى بل تحولت جميعها إلى بقايا جامعات أو تجمعات ..!.
هل يعقل أن يبقى مدير في إحدى جامعات الشرق الجزائري لما يقرب من عشرين عاما على رأس جامعة كبرى ؟ !!، ما لذي سوف يقدمه من حسن إدارة ومن إبداع فكر ومن تخطيط ناجح لأجيال جديدة تجاوزته بمراحل ...؟!!.
بل إن مديرا آخر جعل من جامعته مقرا للحزب العتيد، فيها ينشط أعضاؤه ، وفي قاعاتها يلتقي رفقاء الدرب ليرددوا كلاما مكرورا عن الاستعمار والثورة والبطولة....! حتى مجَّتهم الأذواق ، وكرهت محفوظاتهم الأسماع ..!.
إن التخلف ظاهرة لا تتجزأ ...ونحن للأسف في الجد نتطور ببطئ مُوئِسْ ، وفي الهزل نتطور بسرعة جامحة ...!، ولا يمكن أن يزدهر التعليم في بلد ويدخل أبناؤه عصر التنافسية والسباق نحو التميز العلمي .وهو متخلف في السياسة ، ومتقهقر في الاقتصاد ومتراجع في الإدارة ...ولو أردنا حصر مآسينا لطال بنا الحديث والله المستعان وهو كاشف كلِ بَليّهْ .....
شوهد المقال 1929 مرة
التعليقات (3 تعليقات سابقة):
أساذة علوم إسلامية بالثانوية وطالبتك دفعة 2005.
لا تعيبوا علينا أخطاءنا في الطباعة (أقدامهم...أستاذة...) لأنها لا تعطي حكما على الفكرة.ما طبع ساكن ولكن الأفكار كائنات حية لها صناعتها.
أضف تعليقك