بادية شكاط ..... ماذا لو بن مهيدي بيننا اليوم ؟
بواسطة 2014-10-31 21:14:57

بادية شكاط
ماذا لو أنّ البطل الشهيد العربي بن مهيدي بيننا اليوم ،هل تُراه سيُكرّر ماقاله للسفّاح الجلاّد "بيجار" حين خاطبه قائلا:" لكم الماضي ولنا المستقبل " أم أنه سيقول بحسرة له :" لكم المستقبل ولنا الماضي "؟؟
إنّ الثورة ليست رصاصةً تُطلَق في الهواء، ليبقى مفعولها سارِ بالجسم كالدواء, إنّما هي رصاصات تولَد في كلّ مرة يتمرّد فيها الجبناء ,إنّ روح الثورة كما قال "أرنست تولير" لن تموت مادامت قلوب المشاركين فيها ترغب في النصر.
فالثورة الجزائرية رغم عظم شأنها وجزيل بطولاتها، إلاّ أنّها ستكون أعظم شأوًا إذا جعلناها فتيلا لإيقاذ شعلة لاتنطفئ من الماضي إلى المستقبل ،لا أن نجعلها أشبه بقِصّةٍ تُروَى على مَسامِع أطفالٍ لِيخلدوا للنّوم ,فبات الشباب الجزائري لايجد مايقدّمه غير أن يغُط ّفي سُباتٍ عميق ،وكأنّ له شفيعا ذاك التاريخ المجيد في الماضي السحيق ،فتخلى عن الأمانة التي تركها الشهداء والأجداد ,وحلمهم بأن يكون رمادًا لنيران الثورة يُذَر في عيون فرنسا ,وكل متربّصٍ بالبلاد،فيعتزّبالجزائر جزائرية، و يُكذِّب ديغول حين قال :" تركت الجزائريين أكثر فرنسية من الفرنسيين "
أيها الشباب الجزائري إنّ أولئك الشهداء الأبطال ماأرادوا أن تُشبِهوا الفرنسيين حتى في جَرِّ كلبٍ معكم على الرصيف ,ولا أن تتشدّقوا بحروفهم كالببغاء السّخيف،بل أرادوكم مُعتزّين بجينات حسيبة بن بوعلي وزبانا ،لا بجينات ميشال وديانا ،إنّ ماتَكبّده أولئك الشهداء مِن لأواءٍ وعناء ليس لتكونوا أذنابا ،بل لتكونوا ذئابا ترهِبون الأعداء ،وتجعلون مِن مقابرالشهداء مناراتٍ بها في زمن الخيانة وذهاب الأمانة يُستَضاء، فلا تكون لكم مقابرهم كمقابرالمومياء، لاُتذكٍّركم سوى بزمنٍ غابرٍ ذهب وتولّى ،إنما تكون لكم قبلة للوطن بعد قبلة الصلاه ،كلّما دنا منكم اليأس وتدلّى ،فثورة نوفمبر أكبر مِن أن تعيش ليومٍ واحد، بل في كل يومٍ ستُولَد وتتفجر، أمام كلّ غاشمٍ متجبِرّ، سارقٍ للحرية ،طامسٍ للهُوِيّة ،راغبٍ عن الحق، مستهين بالجينات الجزائرية
شوهد المقال 2161 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك